سعيد مقدم: مواقف مجلس الأمة والرئيس الغانم تجاه القضية الفلسطينية مشرفة



2019-01-16

أشاد الأمين العام لمجلس شورى الاتحاد المغرب العربي د. سعيد مقدم بالتجربة الديمقراطية في الكويت، مبينا أنها ليست بحاجة الي تقييم وذلك كونها رائدة في الممارسة الديمقراطية في ظل وجود مجلس الامة الذي يلعب دورا مهما وحيويا سواء في المحافل الداخلية أو الخارجية. وثمن مصداقية مجلس الأمة ومساهمته الفعالة في أعمال الاتحاد البرلمان الدولي والتي اثبتت نجاح الدبلوماسية البرلمانية الكويتية الفاعلة والمؤثرة التي تجاوزت المستوي العربي ووصلت الي المحافل الدولية. وأعرب عن إشادته بالموقف الثابت لرئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ودفاعه المستمر عن القضية الرئيسيّة فلسطين، مؤكداً أن مواقف الرئيس الغانم تجاه هذه القضية مشرفة وأبرز تلك المواقف تصديه للإسرائيليين وطردهم من القاعة في اجتماعات البرلمان الدولي. وأكد مقدم في لقاء خاص مع (شبكة الدستور الإخبارية) أن الممارسة الديمقراطية في مجلس الأمة تعد قدوة ومثال يحتذى به في ممارسات البرلمانية العربية وأن ما ينتج من أعمال تشريعية هي نتاج تلك الديمقراطية. وتمني مقدم ان ترسخ الكويت الممارسة الديمقراطية أكثر وأكثر في المستقبل وذلك بعد الأشواط التي قطعتها في هذا الجانب. وأضاف أن البرلمان الكويتي تمسك بمبادئ ثابتة في دفاعه عن القضية الفلسطينية وأثبت فاعلية الدبلوماسية البرلمانية الكويتية في المحافل الدولية من جانب والتوفيق بين الآراء العربية من جانب آخر. ولفت مقدم إلى أن حضوره للكويت تلبية لدعوة كريمة من رئيس الجمعية العامة للأمناء العاميين العرب علام الكندري. وأكد أن الهدف من زيارته يكمن في تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمناء العاميين للبرلمانات التي عقدت في 12 يونيو من العام الماضي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. وقال مقدم أنه لاحظ حين عمل مع خبراء اللجنة التشريعية البرلمانية الكويتية تركيزهم الشديد على الاتقان التشريعي والتكوين في هذا المجال كون ان المصطلحات تتغير يوما بعد يوم وتقنيات العمل كذلك. ولفت إلى الانتقال من العمل الورقي الي العمل الالكتروني الامر الذي سيساعد البرلمانيين في مجال الصناعة التشريعية ومواكبة هذه المستجدات خاصة وان كل دولة لها أولوياتها، مشيداً بمواكبة الكويت للتطورات التشريعية. واشار مقدم إلى تشكيل لجنة إعداد دليل وظيفي لتوحيد الصياغة التشريعية في جميع الأقطار العربية واختياره منسقاً لها، مؤكداً أنه وجد دعماً كبيراً من الأمين العام لمجلس الأمة في هذا الجانب. وأضاف أن رئاسة جمعية الأمناء العاميين للبرلمانات العربية ممثلة في الامين العام لمجلس الأمة علام الكندري أعدت مسودة لهذا الدليل تم عرضه على المجالس البرلمانية العربية لإبداء الرأي فيه وإثراءه. وقال مقدم انه بعد تلقي الأمانة العامة لهذه الجمعية ردود بعض الأمانات العامة في المجالس العربية تم تشكيل لجنة مصغرة من الخبراء للنظر في إعادة تبويب هذه المسودة. وأضاف انه خلال يومين كاملين اجتمعت هذه اللجنة في مجلس الامة وتم دراسة ومناقشة مختلف المواضيع واعداد خطة جديدة لإعادة صيغة هذا الدليل علي ضوء الملاحظات التي تم تقديمها. ولفت مقدم إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق على مشروع الخطة والتبويب ومضمون هذا الدليل والأهداف التي سنصيغها فيه. وأكد أن الهدف الاساسي هو توحيد المصطلحات في جميع البلدان العربية ووضعها بين أيدي المستخدمين سواء من برلمانيين او مستشارين مكلفين بصياغة قانونية في العلم والفن وحتى الدوائر المعنية باقتراح او تعديل هذه القوانين من اجل توحيد مصطلحاتنا وإجراءاتنا ومواقفنا العربية. واوضح مقدم ان زيارته للكويت ليست الاولي بل سبقتها عدة زيارات أخرى، واصفاً هذه الزيارة بـ'العملية'. وأكد أن ما لفت انتباهه هو الجانب التنظيمي والحرص على اتمام وانجاز الأهداف المخطط لها بأسرع وقت واقل تكلفة ونوعية أفضل. وأشاد بالقائمين على مجلس الامة الذين وفروا الشروط كافة المطلوبة لنجاح هذا اللقاء رغم قصر المدة، متمنيا من الله عز وجل ان يوفق الجميع لإنجاز هذا العمل الواعد. ورأى أن تجربة الجامعة العربية لم تحقق الأهداف المسطرة لها، رغم ان جميع الاتحادات في عالمنا المعاصر توصلت الي تكييف انظمة التكامل والاندماج الدولي على غرار الاتحاد الأوروبي وباقي الاتحادات لأننا نعيش في عالم العولمة والتكتلات التي لا تضع مكانا لأي دولة منفردة. وقال إنه يتطلع إلى وجود تجمعات فاعلة إقليمية ذات وزن وثقل تفاوضي مؤثر، متأسفاً على عدم وجود هذا الشي في جامعة الدول العربية لأنها ليست في اتحاد عربي انما هي جامعة وكأننا في منتدى. واستغرب عدم ارتقاء الجامعة العربية إلى منظومة الاتحاد كفكرة، معتبراً أنها مشكلة كبيرة بالنسبة لتطلعات العرب. ولفت إلى المحاولات التي تمت في هذا الإطار في العديد من الأقطار العربية في إطار مجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي الذي أنشئ في عام 1989 المكون من خمس دول وهي موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا. وأكد مقدم ان هذه الاتحادات في طور التفعيل وذلك لوجود اولويات قديمة، مشددا على ضرورة تفعيل هذا التكامل والاندماج. وطالب بضرورة خلق أسواق عربية سواء على مستوي الخليج العربي او على مستوي المغرب العربي، مؤكداً أن التبعية للخارج تؤثر كثيرا على اقتصاداتنا بالدرجة الاولي. وقال 'إننا مطالبون بتعزيز فكرة المواطنة العربية وذلك عن طريق حرية تنقل الأفراد بين بلدان الدول العربية ككل وتمكينهم من تبادل الخبرات والتجارب في المجالات البرلمانية والمدنية ومنحهم مكانة لتوحيد الاولويات للسياسة العامة لدولنا العربية'. وأضاف أن دور الاتحادات الإقليمية هو تعزيز جسور التعاون والتقارب بين الأقطار العربية وصولا الي اعادة النظر في البناء العربي ككل في إطار اتحاد عربي قوى على غرار ما هو معمول به في الاتحادات الإقليمية المعاصرة. ولفت مقدم الي ان اتحاد شورى المغرب العربي هو هيئة برلمانية يتكون من 150 عضوا بمعدل 30 برلمانيا عن كل دولة. وأكد أن اعضاء هذا الاتحاد يطالبون اليوم بمنحهم صلاحيات أكبر للمساهمة في بناء منظومة اتحادية مغاربية للوصول إلى توحيد بعض التشريعات ' كالمرور والتامين ' وغيرها من الاتفاقيات. وأضاف أن من شأن ذلك الوصول الي توحيد المنظومة القضائية وتوحيد موقف تلك الدول تجاه الاتحادات المماثلة في عالمنا المعاصر للدخول كقوة عند التفاوض، مستغرباً قيام بعض الدول بالدخول في شراكات مع الاتحاد الأوربي منفردة بدلا من الدخول كاتحاد واحد. وقال مقدم إنه على الرغم من وجود تعاون بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد، الا انه لا يلبي الطموح والدليل ان وتيرة العمل المغاربي لم تبلغ الطموح المنشود. واعتبر أن التعاون التجاري البيني بين الأقطار الخمسة ضعيف وتصل نسبته إلى 3% فقط مقارنة بالدول الأوربية والتي وصلت نسبة هذا التعاون فينا بينها إلى 65%. وبين مقدم ان المواطنين في دول المغرب العربي يقدر عددهم بـ 100 مليون نسمة ويطالبون الآن بإنشاء اسواق مشتركة ومناطق تبادل تجاري حر وحرية التنقل والتملك. واكد ان هذه المطالَب تعد من الأهداف الخمسة التي على اساسها أنشئ هذا الاتحاد، مضيفاً أنه يتم العمل الآن على تحقيق تلك الأهداف ولذلك لا توجد تأشيرات دخول بين البلدان المغاربية. وأشار إلى أنه يتم البحث الآن عن الغاء دخول المواطنين للدول الخمسة بجواز السفر مثل ما هو معمول به في دول الخليج بالبطاقة المدنية. وأضاف أن هناك تأخراً قليلا لأسباب موضوعية وأولويات مرت بها المنطقة ولا تزال تواجهها بالإضافة الي التحديات الجمة التي اثرت علي امن المنطقة وعمليات التصدي لها في إطار سياسة امن مشتركة منسقة خاصة. وأشار إلى أن المنظومة المغاربية تعاني من مشاكل عدة مع المهاجرين الأفارقة الذين يرغبون بالتنقل عبر الدول المغربية الي أوروبا، الأمر الذي يسبب مشاكل مع جيرانا في الضفة الشمالية الأوروبية. وعن المدة المتوقعة لتحقيق أهداف الاتحاد قال مقدم إنه كلما توفرت الإرادة أكثر كلما توصلنا لأهدافنا أسرع في مواجهة التحديات خاصة وانه لا توجد لدينا مشاكل. وأضاف أن 'قواسمنا مشتركة ولغتنا واحدة وديننا واحد ولله الحمد وأهدافنا واحدة ولغتنا الأجنبية هي الفرنسية الي جانب الإنجليزية والإسبانية بمعني ان جميع مقومات الوحدة متوفرة'. وشدد على ضرورة تحديد الاولويات والعمل على المزيد من اقحام الفئات المنتخبة من رجال ونساء المال والأعمال وغيرها، مؤكداً أن الهدف هو بناء مواطنة مغاربية واحدة على مستوي سطح 6 مليون كيلو متر مربع. ورأى ان احداث الربيع العربي اثرت كثيرا على الاتحاد المغاربي، متمنيا ان تتحسن ظروف الدول الأعضاء في مواجهة الإرهاب وعودتها الي وضعها الطبيعي في حضن الاتحاد المغربي رغم عدم خروجهم منه. ولفت إلى ان جميع الدول تجتمع تحت إطار اتحاد البرلمان العربي الذي ينفذ ما يتم الاتفاق علية تجاه الاتحادات الدولية خاصة وأن الدول العربية تعد كتلة جيوسياسية منطوية في إطار اتحاد البرلماني العربي. واعتبر مقدم ان الجوهر الأساسي هو الخروج بقرارات موحدة للمصلحة العامة، مشيرا الي انه في حالة وجود خلاف يتم تشكيل لجنة من رؤساء المجالس وتذليل العقبات.

مصدر الخبر : شبكة الدستور البرلمانية